إلَيْهِمْ ) (١)! أم أنّه فهم من القرآن ما لم يفهمه صاحب الرسالة الذي أُنزل عليه القرآن؟
وهذا ما يحاوله بعض المهوّسين الذين يقولون بأنّ القرآن كثيراً ما ينزل موافقاً لآراء عمر ، ومخالفاً لآراء النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إنّهم لا يفقهون.
وكنت دائماً أتعجّب عندما أقرأُ في البخاري رفض عمر قبول رواية عمّار بن ياسر بخصوص تعليم النبي له كيفية التيمّم ، كما أتعجّبُ من قول عمّار : إن شئتَ لا أُحدّثُ به (٢) ، مخافة من عمر!! فيتبيّن بوضوح بأنّ عمر بن الخطّاب كان شديداً على كلّ من يروي أحاديث الرّسول فيلحقه الأذى.
وإذا كان الصحابة من قريش يخافون من الخليفة فلا يخرجون من المدينة ، وحتى الذين يخرجون منها يمتنعون عن نقل الأحاديث النبويّة ، ثمّ يحرق لهم كتبهم التي جمعوا فيها الأحاديث فلا يتكلّم منهم أحدٌ ، فما قيمة عمّار بن ياسر الغريب البعيد ، والبغيض لقريش لوقوفه مع علي بن أبي طالب وحبّه إيّاه؟
وإذا ما رجعنا قليلا بالبحث ، وبالضّبط يوم الخميس الذي سبق وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي سمّاه ابن عبّاس يوم الرّزية ، وذلك عندما أمر رسول
____________
(١) النحل : ٤٤.
(٢) النصّ في صحيح مسلم ١ : ١٩٤ ، كتاب الحيض باب التيمّم ، البخاري ١ : ٨٧ ، كتاب التيمّم باب التيمم للوجه والكفّين والوارد فيه : « الم تر عمر لم يقنع بقول عمّار ».