يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَيا اسْمَعَ السّامِعِينَ وَيا أَبْصَرَ النّاظِرِينَ يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَبِحَقِّ الْمَلائِكَةِ ، وَبِحَقِّ الرّاكِعِينَ وَالسّاجِدِينَ لَكَ ، وَبِحَقِّ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالصّالِحِينَ ، وَبِحَقِّ السّائِلِينَ وَالْمَحْرُومِينَ (١) وَبِحَقِّكَ الْعَظِيمِ (٢) ، وَبِحَقِّكَ عَلى خَلْقِكَ اجْمَعِينَ.
وَبِأَنَّكَ انْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تُعْتِقَنِي مِنَ النّارِ ، وَتَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي يا رَحْمانُ ، وَتُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي وَضِيقَ صَدْرِي ، وَتَكْشِفَ ضُرِّي وَتُيَسِّرَ لِي امْرِي ، وَتُبَلِّغَنِي غايَةَ امَلِي سَرِيعاً عاجِلاً ، انَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
اللهُمَّ انَّنِي اذْكُرُ ذُنُوبِي وَاعْتَرِفُ بِخَطايايَ وَسُوءِ عَمَلِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَظُلْمِي قَبْلَ اللِّقاءِ ، وَقَبْلَ انْ يُؤْخَذَ بِكَظْمِي (٣) ، وَاعْتَرَفْتُ انِّي مَأْخُوذٌ بِذُنُوبِي وَبِخَطايايَ ، وَمُجازىً بِكَسْبِي وَمُحاسَبٌ بِعَمَلِي ، فَاسْتَعْفَتْ (٤) مِنْهُنَّ نَفْسِي ، وَوَجِلَتْ مِنْهُنَّ قَلْبِي ، وَوَهنَ مِنْهُنَّ عَظْمِي ، وَسَهَرَتْ مِنْهُنَّ عَيْنِي ، وَبَكَتْ حَتّى بَلَّ الدُّمُوعُ خَدِّي وَضاقَتْ عَلَيَّ الارْضُ بِما رَحُبَتْ.
رَبِّ فَأَوْسِعْ عَلى ذُنُوبِي بِرَحْمَتِكَ ، وَعَلى خَطايايَ بِمَغْفِرَتِكَ ، وَعَلى سُوءِ عَمَلِي بِعَفْوِكَ ، وَعَلى إِساءَتِي بِحِلْمِكَ ، وَعَلى إِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَظُلْمِي بِها بِتَجاوُزِكَ ، اللهُمَّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ.
وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَحابِّكَ مِنَ الأَعْمالِ الصّالِحَةِ الَّتِي تُحِبُّ وَتَرْضى ، وَتَقَبَّلْها فِيما يُرْفَعُ الَيْكَ مِنَ الأَعْمالِ الصّالِحَةَ الَّتِي تُرْضِيكَ
__________________
(١) بحق السائلين والمحرومين : أي الفقراء الذين يسألون والذين لا يسألون فيحسبهم الناس أغنياء فيحرمون.
(٢) بحقك العظيم عليّ ( خ ل ).
(٣) أخذ بكظمه : كربه وغمّه.
(٤) اعفني عن الخروج معك : دعني منه.