محمد صلىاللهعليهوآله ، وأوصياء الله المنتجبين ، وسيّدهم يومئذ أمير المؤمنين ، وأولياء الله ، وساداتهم يومئذ سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ، حتّى يورده الجنان كما يورد الراعي بغنمه الماء والكلاء.
قال المفضّل : سيّدي تأمرني بصيامه؟ قال لي : أي والله أي والله أي والله انّه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم عليهالسلام فصام شكرا لله ، على ذلك اليوم ، وانه اليوم الذي نجى الله تعالى فيه إبراهيم عليهالسلام من النار فصام شكرا لله تعالى على ذلك اليوم ، وانه اليوم الذي أقام موسى هارون عليهماالسلام علما فصام شكرا لله تعالى ذلك اليوم ، وانه اليوم الذي أظهر عيسى عليهالسلام وصيّه شمعون الصفا فصام شكرا لله عزّ وجلّ على ذلك اليوم.
وانّه اليوم الّذي أقام رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا للناس علما وأبان فيه فضله ووصيّه ، فصام شكرا لله تبارك وتعالى ذلك اليوم ، وانه ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الاخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان (١).
فصل (٨)
فيما نذكره من جواب من سأل عمّا في يوم الغدير من الفضل ، وقصر فهمه عمّا ذكرناه في ذلك من الفضل
اعلم ان من التنبيه على ان فضل يوم الغدير ما عرف مثله بعده ولا قبله لأحد من الأوصياء والأعيان فيما مضى من الأزمان وجوه :
منها : انّ الله جلّ جلاله جعل نفس علي عليهالسلام نفس النبي صلىاللهعليهوآله في آية المباهلة ، فقال تعالى : ( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) (٢).
وقد ذكرنا في الطرائف عن المخالف انّ الأبناء الحسن والحسين ، والنساء فاطمة ،
__________________
(١) عنه الوسائل ١٠ : ٤٤٥ ، رواه في العدد القوية : ١٦٨ ، عنه البحار ٩٨ : ٣٢٣.
(٢) آل عمران : ٦١.