مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.
اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الإِسْلامِ وَالسُّنَّةِ ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً ، كَما خَلَقْتَنِي فَاحْسَنْتَ خَلْقِي ، وَعَلَّمْتَنِي فَاحْسَنْتَ تَعْلِيمِي ، وَهَدَيْتَنِي فَاحْسَنْتَ هِدايَتِي ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى إِنْعامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَحَدِيثاً.
فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ.
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ حالٍ ، فِي كُلِّ مَثْوى وَزَمانٍ ، وَمُنْقَلَبٍ وَمُقامٍ ، وَعَلى هذِهِ الْحالِ وَكُلِّ حالٍ.
اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ افْضَلِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي هذا الْيَوْمِ (١) ، مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، اوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ ، اوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ ، اوْ بَلاءٍ تَدْفَعُهُ ، اوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ ، اوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، اوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَبِيَدِكَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالارْضِ.
وَانْتَ الْواحِدُ الْكَرِيمُ ، الْمُعْطِي الَّذِي لا يَرُدُّ سائِلَهُ ، وَلا يُخَيِّبُ آمِلَهُ ، وَلا يَنْقُصُ نائِلَهُ ، وَلا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَطِيباً وَعَطاءً وَجُوداً ، وَارْزُقْنِي مِنْ خَزائِنِكَ الَّتِي لا تَفْنى وَمِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ ، إِنَّ عَطاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً ، وَانْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ومن عمل ليلة عرفة ما ذكره حسن بن أشناس رحمهالله في كتابه فقال : حدّثنا أبو الفتح البراج إملاء ، قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدّثنا مسلم الأزدي ، قال : حدّثنا عروة بن قيس
__________________
(١) في هذه الليلة ـ ظ.