يا مَعْرُوفاً بِالإِحْسانِ وَالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ أَنْتَ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ ، وَأَنْتَ مُدَبِّرُ الأُمُورِ وَأَنْتَ تَخْتارُ لِعِبادِكَ ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اخْتَرْتَهُ لِطاعَتِكَ ، وَأَمِنْتَهُ مِنْ عَذابِكَ يَوْمَ يَخْسُرُ الْمُبْطِلُونَ ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ.
وَاخْتَرْنِي وَاخْتَرْ وُلْدِي فَقَدْ خَلَقْتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ ، وَرَزَقْتَ فَأَفْضَلْتَ ، فَتَمِّمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَهْلِ عِنايَتِي ، وَأَوْسِعْ عَلَيْنا فِي رِزْقِكَ ، وَلا تُشْمِتْ (١) بِنا عَدُوّاً وَلا حاسِداً ، وَلا باغِياً وَلا طاغِياً ، وَاحْرُسْنا بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ.
اللهُمَّ هذَا الدُّعاءُ وَعَلَيْكَ الإِجابَةُ ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ وَعَلَيْكَ التَّكِلانُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ، وَحَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (٢).
ومن الدّعوات في يوم الغدير من رواية أخرى :
اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ ، وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (٣) ، وَقُلْتَ : ( ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ ) (٤) ، وَقُلْتَ : ( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ) (٥).
اللهُمَّ فَانِّي أَسْأَلُكَ وَاشْهِدُكَ وَاشْهِدُ مَلائِكَتَكَ أَنَّكَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ نَبِيِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَوْلايَ وَوَلِيِّي عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي فِي هذا الْيَوْمِ ، وَفِي هذَا الْوَقْتِ ، ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتُصْلِحَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي.
__________________
(١) شمت بفلان : فرح ببليته.
(٢) عنه البحار ٩٨ : ٣٠٨ ـ ٣١٨.
(٣) النساء : ٦٤.
(٤) الفرقان : ٧٧.
(٥) البقرة : ١٨٦.