قريش بشكر قريش ، نصرت نبيّهم حيّا وقضيت عنه الحقوق ميّتا ، والله ما بغيهم الاّ على أنفسهم ولا نكثوا الاّ بيعة الله ، يد الله فوق أيديهم فيها ، ونحن معاشر الأنصار أيدينا وألسنتنا معك ، فأيدينا على من شهد وألسنتنا على من غاب.
أقول : فهذا أبو الهيثم بن التيهان من أشرف الأنصار ، وقد حضر أوّل أمر النبوّة وما جرت الحال عليه ، وقوله حجة على قريش وغيرهم فيما أشار رحمهالله.
فليكن تعظيم عيد أهل الشرائع على قدر ما فيه من المنافع ، وعلى قدر ما سلّم الله جلّ جلاله الظّافر بما فيه من الحوائل والقواطع ، فانّ كل نعمة لله على عباده ، على قدر ما سلّمهم فيها من إخطار غضبه وإبعاده ، وعلى قدر مفارقتهم لأهل عناده وموافقتهم لمراده.
فصل (٥)
فيما نذكره من فضل عيد الغدير عند أهل العقول من طريق المنقول
فمن ذلك ما أخبرني به الشيخ العالم حسين بن أحمد السوراوي والشيخ الأوحد الملقّب عماد الدين أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني ، بإسنادهما المقدم ذكره عن الشيخ السعيد المجيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني الحاجب في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثنا سعيد بن هارون أبو عمرو المروزي ـ وقد زاد على الثّمانين سنة ـ قال : حدثنا الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي بطوس سنة تسع وخمسين ومائتين ، وقد بلغ التّسعين ، انّه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدم إلى منازلهم الطّعام والبرّ والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غيّر أحوالهم وأحوال حاشيته وجدّدت له الآلة غير الآلة الّتي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه ، فكان من قوله عليهالسلام :
حدثني الهادي أبي ، قال : حدثني جدّي الصادق ، قال : حدثني الباقر ، قال : حدثني سيد العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين ، قال :