لم تبلغ الآمال إليه ، فعسى يأتيك من فضل الله جلّ جلاله عند صدقاتك ما لم يبلغ أملك إليه من سعاداتك.
فانّ لأوقات القبول أسرارا لله جلّ جلاله ما تعرف الاّ بالمنقول ، وقد نصّ القرآن العظيم والرسول الكريم انّ هذا اليوم فيه كان بذل العطاء الجزيل بالتصدق بالقليل ، ولتكن نيتك مجرّدة العبادة لله جلّ جلاله هذه الحال ، لأنّه جلّ جلاله أهل أن يعبد بما يريده من صواب الأعمال.
فصل (٩)
فيما نذكره من زيادة تنبيه على تعظيم كلّ وقت عند العارفين بقدر ما تفضّل الله جلّ جلاله على أوليائه المعظمين وعلى المسلمين
وإذا كان الله جلّ جلاله قد جعله محلاّ للنصّ على من يقوم مقام صاحب الرسالة ، فقد بالغ جلّ جلاله في تعظيمه بما دلّ عليه من الجلالة ، فليكن العارف بهذا المقدار مشغولا بحمد الله جلّ جلاله ، على ما وهب من المسارّ ودفع من الاخطار ، وعلى قدر ما أضاء بهذا اليوم من ظلمات الجهالات ، بما أنار فيه من الدّلالات ، وعلى قدر ما أوضح فيه من السبيل إلى النّعيم المقيم الجليل.
أقول : وامّا ما يختم به آخر هذا اليوم الراجح من العمل الصالح :
فاعلم انّنا قد قدّمنا في عدّة مقامات معظّمات ما يختم به ساعات تلك الأوقات ، فان ظفرت بشيء ممّا قدّمناه فاعمل في ذلك بما يقربك إلى الله جلّ جلاله والظفر برضاه ، ونذكر هاهنا ان تكون خاتمة نهار يوم الابتهال ويوم نصّ الله جلّ جلاله على مولانا علي عليهالسلام بصريح مقال بعد ما ذكرناه من الأعمال.
من ان تنظر إلى جميع ما عملت فيه ، من طاعة الله جلّ جلاله ومراضيه ، بعين الاعتراف لله جلّ جلاله ولأهل تلك المقامات الكاملة بالمنّة العظيمة الفاضلة ، فانّ أعمالك ، وان كثرت في المقدار ، فإنّها لا تقوم بحقّ الله جلّ جلاله وحقوق القوم الأطهار ، بل هي من مكاسبهم ومعدودة من مناقبهم ، إذ كانوا الفاتحين لأبوابها والهادين