أقول : وروي حديث نزول هذه الآيات من هل أتى في مدح مولانا علي وفاطمة والحسن والحسين ، علي بن أحمد الواحدي النيشابوري المخالف لأهل البيت في كتاب أسباب النزول (١).
فصل (٢)
فيما نذكره من العبادات لربّ العالمين في هذه ليلة خمس وعشرين
اعلم انّ أوقات العبادات والمراد منها لله جلّ جلاله في تلك الأوقات مرجعه إلى العالم بمصالح العباد ، وما يكون أنفع لهم في الدنيا والمعاد ، لما عرفنا انّ صدقة مولانا علي ومولاتنا فاطمة صلوات الله عليهما في هذه الليلة بالمقدار اليسير بلغ بهم إلى المقام الكبير والثناء عليهم بلفظ الكتاب المجيد وما وهب لهم من المزيد ، وكانوا قدوة لمن اقتدى بآثارهم واهتدى بأنوارهم.
اقتضى ذلك بلسان الحال ان يكون في هذه الليلة من جملة ثواب الأعمال التصدّق على الفقراء والإسراء والأيتام والمساكين والإيثار على النفس والأقربين ، موافقة لأهل الإيثار ، ومتابعة للاطهار ، وتعرّضا لنفحات مالك المراحم والمكارم والمبار ، ودخول فيما فتحه الله جلّ جلاله في تلك الليلة من الأنوار والأسرار.
فصل (٣)
فيما نذكره ممّا يعمل يوم خامس وعشرين من ذي الحجّة
اعلم انّ هذا يوم عظيم الشأن اثنى الله جلّ جلاله على خاصّته ببيان لفظ مقدس القرآن ، فهو يوم يحسن ان يقرب فيه إلى الله جلّ جلاله بصلوات الشكر ، على ما وهب لأهل الذكر وولاة الأمر ، ويبالغ العبد فيه بحق الاعتراف والانعام والاسعاف.
روينا بإسنادنا إلى شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان ضاعف الله جلّ جلاله
__________________
(١) راجع أسباب النزول للواحدي : ٣٣١ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٧٢ ، شواهد التنزيل ٢ : ٣٠٣ ، كفاية الطالب : ٢٠١ ، ينابيع المودة : ٩٣ ، البحار ٣٥ : ٢٤٨.