اللهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَلِاخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ، رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنا أَئِمَّتَنا وَقُضاتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا وَجَماعَتَنا وَدِينَنَا الَّذِي ارْتَضَيْتَ لَنا ، اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ.
اللهُمَّ إِنِّي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَسْرَفُوا عَلَيْها وَاسْتَوْجَبُوا الْعَذابَ بِالْحُجَجِ اللاّزِمَةِ ، وَالذُّنُوبِ الْمُوبِقَةِ (١) ، وَالْخَطايا الْمُحِيطَةِ بِهِمْ ، وَقَدْ قُلْتَ : ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا ) (٢) ( مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٣) ، لا خُلْفَ لِوَعْدِكَ ، وَلا مُبَدِّلَ لِقَوْلِكَ.
اللهُمَّ لا تَقْنُطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ ، وَتُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَخُذْ بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقَلْبِي وَجَوارِحِي كُلِّها إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَإلِهِ ، وَإِلى أَحَبِّ الْأَعْمالِ إِلَيْكَ.
وَارْزُقْنِي تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِها مَحَبَّتَكَ ، وَأَسْتَحِقُّ مَعَها جَنَّتَكَ ، وَتُوقِينِي مِنْ عَذابِكَ ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَنْصارِكَ الَّذِينَ تُعِزُّ بِهِمْ دِينَكَ ، وَتَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَتَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ ، تُحْيِيهِمْ حَياةً طَيِّبَةً ، وَتَقْلِبُهُمْ مُنْقَلَباً كَرِيماً وَتُؤْتِيهِمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَتَقِيهمْ عَذابَ النَّارِ.
اللهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَرَحْمَتَكَ وَعَفْوَكَ وَفَضْلَكَ أَعْظَمُ مِنْها وَأَكْثَرُ وَأَوْسَعُ ، فَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعِظَمِ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ ما تُنْجِينِي بِهِ مِنَ النّارِ وَتُدْخِلُنِي بِهِ الْجَنَّةَ.
__________________
(١) الموبق : المهلك.
(٢) قنط : يئس.
(٣) الزمر : ٥٣.