٢٥ ـ سن : أبي عن حماد بن عيسى وفضالة وابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فلذلك يقال : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة (١).
٢٦ ـ يج : روي عن أبي القاسم جعفر بن مجحمد بن قولويه قال : لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر لانه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين عليهالسلام في مكانه واستقر ـ فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي ولم يتهيا لي ماقصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الموتة في هذة العلة؟ أم لا؟ وقلت : همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه ( وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا قال فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت سدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ) وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الاصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكانى أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت أسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤده ولا أدركه فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلى فقال : هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها : قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ويكون مالابد منه بعد ثلاثين سنة قال : فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف.
__________________
(١) نفس المصدر ص ٣٤٠.