٤٤ ـ كتاب الغايات : عن إدريس بن يوسف عن أبي عبدالله عليه السلا م قال :
__________________
باطل وقول عليهالسلام اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله والافالذى جاءكم به أولى به. وقوله عليهالسلام لمحمد بن مسلم : يامحمد ما جاءك من رواية من برأو فاجر يوافق القرآن فخذ به وما جاءك من رواية من برأوا فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به.
إلى غير ذلك من الاحاديث الامرة بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة نبيه. وهذا الحديث واضرابه مما يوهم القول بالتجسيم أو صريح في لا يمكن اقراره ولا اخذ به لمخالفته لكتاب الله وهو شاهد ناطق بأنه جل وعلا ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهوا للطيف الخيبر ) وانه تعالى ( ليس كمثله شئ ) وقوله ( الا انه بكل شئ محيط ) وغير ذلك مما ورد في آى الذكر الحكيم في كمال صفاته جل وعلا واحاطته بكل شئ ولا يحويه شئ ولقد قال مولانا أميرالمؤمنين (ع) أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد أشار اليه ومن أشار اليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم؟ فقد ضمنه ومن قال علام؟ فقد اخلى منه كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم مع كل شى ء لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة فاعل لا بمعنى الحركات والالة. إلى غير ذلك مما ورد في نفى الجسم والصورة والتحديد و نفى الزمان والمكان والكيف ونفى الحركة والانتقال بل ونفى احاطة الاوهام بكنه جلاله تقدست اسماؤه وعظمت آلاؤه.
فاحاديث النزول إلى سماء الدنيا وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآله بل هى من الاحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء وتلقاها بعض المتأخرين فرواها كما هى وتحمل في تأويلها ولو أنا جعلنا حديث يونس بن عبدالرحمن نصب أعيننا وتشدده في الحديث لعلمنا أن الدس كان منذ أيام الصادق عليهالسلام بل في أيام الباقر عليهالسلام وهذه الاحاديث كلها مدسوسة فقد ورد في الكشى ص ١٦٥ طبع النجف :