٨ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير و صفوان معا عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع ـ لما فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : يامعشر الناس هذا جبرئيل وأشار بيده إلى خلفه : يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت مكا أمرتكم ولكني سقت الهدي وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله علمنا ديننا فكأنا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لابل لابد الابد وإن رجلا قام فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله نخرج حجاجا و رؤوسنا تقطر؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنك لن تؤمن بها أبدا (١).
٩ ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن الاصبهاني عن المنقري عن فضيل بن عياض قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن اختلاف الناس في الحج فبعضهم يقول : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله مهلا بالحج وقال بعضهم : مهلا بالعمرة وقال بعضهم : خرج قارنا وقال بعضهم : خرج ينتظر أمر الله عزوجل فقال أبوعبدالله عليهالسلام : علم الله عزوجل أنها حجة لا يحج رسول الله صلىاللهعليهوآله بعدها أبدا فجمع الله عزوجل له ذلك كله في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنة لامته فلما طاف بالبيت بالصفا والمروة أمره جبرئيل عليهالسلام أن يجعلها عمرة إلا من كان معه هدي فهو محبوس على هديه لايحل لقوله عزوجل « حتى يبلغ الهدي محله » فجمعت له العمرة والحج وكان خرج خروج العرب الاول لان العرب كانت لاتعرف إلا الحج وهو في ذلك ينتظر أمر الله عزوجل وهو يقول عليهالسلام : الناس على أمر جاهليتهم إلا ما غيره الاسلام كانوا لايرون العمرة في أشهر الحج فشق على أصحابه حين قال : اجعلوها عمرة لانهم كانوا لايعرفون العمرة في أشهر الحج وهذا الكلام من رسول الله صلىاللهعليهوآله إنما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ
__________________
(١) المصدر السابق ص ٤١٣.