هذه السعة في علم الأَئمة يعللها الإمام الصادق عليهالسلام بطبيعة مهمة الإمامة في ما روي عنه من حديث طويل حين سأله بريهة قال : (جعلت فداك أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ ـ وذلك بعد ما حاججه الإمام بنصوصها ـ فقال عليهالسلام : هي عندنا وراثة ، نقروا كما قرأوها ، ونقولها كما قالوها ، إنّ اللّه لا يجعل حجة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري ..)(١).
وقد توسع متكلمو الإمامية في إثبات هذا المفهوم والاستدلال عليه كواحد من أهم أُسس عقيدتهم في الإمامة وشرط لازم لها. يقول الشيخ الطوسي : (ومما يدل على إنّ الإمام يجب أن يكون عالماً بجميع أحكام الدين ما ثبت من كون الإمام حجة في الدين وحافظا للشرع)(٢).
ومدى علمه ومرتبته في زمان وجوده تتمثّل في (أن لا يكون هناك من هو أعلم منه ؛ لأنه هو الحجة على العباد فوجب أن يكون أعلم
__________________
ورواه من العامة : الثعلبي في تفسيره المعروف بـ (الكشف والبيان) كما في كتاب العمدة لابن بطريق : ٢٠٨ / ٣٢١ ، ورواه أيضاً المدائني في كتاب صفّين كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشافعي المعتزلي ٢ : ٥٠ / ٧٠ ، والجويني / فرائد السمطين ١ : ٣٤١ / ٢٦٣ ، والخوارزمي الحنفي / المناقب : ٩١ / ٨٥ ، والغزالي في رسالة العلم اللدني كما في سعد السعود للسيد ابن طاوس : ٢٨٤ ، والطرائف / له أيضاً : ١٣٦ ، وبحار الأنوار ٨٩ : ١٠٤ ، وشرح أصول الكافي للمازندراني ٦ : ١٤٤ ـ ١٤٥ ، فقد نقلوا كلّهم الحديث المذكور عن الغزالي في رسالة العلم اللدني ، وسبط ابن الجوزي / تذكرة الخواص : ٤.
(١) الصدوق / التوحيد : ٢٧٥.
(٢) الشيخ الطوسي / تلخيص الشافي ١ : ٢٧١ تعليق السيد حسين بحر العلوم.