اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(١).
كما يرى مفسّرو الإمامية(٢) أن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أقرب الناس إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ومكمل مهمته من بعده ، ووارث علمه ، وصنو القرآن وعدله ومستنطقه.
يروي سليم بن قيس الهلالي عنه عليهالسلام أنّه قال : (ما نزلت على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله آية من القرآن إلاّ أقرأنيها ، وأملاها عليَّ ، وكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، ودعا اللّه عزّوجلّ لي أن يعلمني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب اللّه ، ولا علما أملاه عليَّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علّمه اللّه عزوجل من حلال ولا حرام ، ولا أمرٌ ولا نهيٌّ ، وما كان أو يكون من طاعته أو معصيته إلاّ علمنيه وحفظته ، ولم أنسَ منه حرفا واحدا ، ثم وضع يده على صدري ودعا اللّه عزّوجلّ أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكمة ونوراً ، لم أنسَ من ذلك شيئاً ، ولم يفتني شيءٌ لم أكتبه ، فقلت : يا رسول اللّه أتتخوف عليَّ النسيان فيما بعد؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لست أتخوف عليك نسياناً ولا جهلاً ، وقد أخبرني ربّي جلّ جلاله أنّه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول اللّه ومن شركائي من بعدي؟ قال صلىاللهعليهوآله : الذين قرنهم اللّه عزّوجلّ بنفسه وبي ، فقال : (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٦١.
(٢) ظ : الشيخ الطوسي / التبيان ٢ : ٤٨٥ ، والطبرسي / مجمع البيان ٢ : ٤٥٣ ، والطباطبائي / الميزان ٣ : ٢٢٣.