يطلبونه فخرج إليهم بسيفه.
وقد اقتحموا عليه الدار فشدّ عليهم يضربهم بسيفه حتّى أخرجهم من الدار ، ثمّ عادوا إليه فشدّ عليهم كذلك ، مع إنّهم تكاثروا عليه بعد أن اُثخن بالجراح ، فطعنه رجل من خلفه فخرّ إلى الأرض فاُخذ أسيراً ، وحُمل على بلغة وانتزع الأشعث سيفه وسلاحه ، وأخذوه إلى القصر فاُدْخِلَ على ابن زياد ولم يسلّم عليه ، وجرى بينهما حوار طويل كان فيه ابن عقيل (رضوان الله عليه) رابط الجأش ، منطلقاً في بيانه ، قويّ الحجّة ، حتّى أعياه أمرُه ، وانتفخت أوداجه ، وجعل يشتم عليّاً والحسن والحسين ، ثمّ أمر أجهزته أن يصعَدوا به إلى أعلا القصر ويقتلوه ، ويرموا جسده إلى النّاس ، ويسحبوه في شوارع الكوفة ، ثمّ يصلبوه إلى جانب هانئ بن عروة. هذا وأهل الكوفة وقوف في الشّوارع لا يحرّكون ساكناً وكأنّهم لا يعرفون من أمره شيئاً.
وكان مسلم قد طلب من ابن الأشعث أن يكتب إلى الحسين عليهالسلام يخبره بما جرى في الكوفة ، وينصحه بعدم الشّخوص إليهم ، فوعده ابن الأشعث بذلك ، ولكنّه لم يفِ بوعده (١).
__________________
(١) يراجع في تفصيلاته أعيان الشّيعة ١ / ٥٩٢ ، إعلام الورى ١ / ٤٤٢ ، والكامل في التأريخ ٤ / ٣٢ ، والفتوح ٥ / ٨٨ ، وتأريخ الطبري ٤ / ٢٨٠ ، ومقاتل الطالبيّين / ٩٢.