شرف الحسب والنّسب ، ووجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدّه وأبيه واُمّه من طهر وصفاء ونبل وعطاء ، فكانت شخصيّته تذكّر النّاس بهم جميعاً ؛ فأحبّوه وعظّموه، وكان إلى جانب ذلك كلّه مرجعهم الأوحد بعد أبيه وأخيه فيما كان يعترضهم من مشاكل الحياة واُمور الدين ، لاسيّما بعد أن دخلت الاُمّة الإسلاميّة حياة حافلة بالمصاعب نتيجة سيطرة الحكم الاُموي الجاهلي حتّى جعلتهم في مأزق جديد لم يجدوا له نظيراً من قبل ؛ فكان الحسين عليهالسلام هو الشّخصية الإسلاميّة الرّسالية الوحيدة التي استطاعت أن تخلّص اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله خاصّة والإنسانية عامّة من براثن هذه الجاهلية الجديدة وأدرانها.
* ـ لقد كان الحسين بن عليّ عليهماالسلام كأبيه المرتضى وأخيه المجتبى في جميع مراحل حياته ومواقفه العملية مثالاً للإنسان الرّسالي الكامل ، وتجسيداً حيّاً للخلق النبويّ الرفيع في الصبر على الأذى في ذات اللّه ، والسّماحة والجّود ، والرّحمة والشّجاعة ، وإباء الضّيم والعرفان ، والتعبّد والخشية لله ، والتواضع للحقّ والثورة على الباطل ، ورمزاً شامخاً للبطولة والجّهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واُسوة مثلى للإيثار والتّضحية لإحياء المُثل العُليا التي اجتمعت في شريعة جدّه سيّد المرسلين ، حتّى قال عنه جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله : «حسين منّي وأنا من حسين». معبّراً بذلك أبلغ التعبير عن سموّ هذه الشخصية العظيمة التي ولدها صلىاللهعليهوآله وربّاها بيديه الكريمتين.
* ـ بقي الحسين بن علىّ عليهماالسلام بعد جدّه في رعاية الصدّيقة الزهراء سيّدة النساء فاطمة عليهاالسلام ، وفي كنف أبيه المرتضى سيّد الوصيّين وإمام المسلمين الذي عاش محنة الانحراف في قيادة الاُمّة المسلمة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد حفّت بأبيه واُمّه نكبات هذه المحنة والصّراع مع الذين صادروا هذه الإمامة الكبرى بكلّ صلف ودون حجّة أو برهان ... لقد عاش الحسين