٥ ـ «العلم لقاحُ المعرفة ، وطول التجارب زيادةٌ في العقل ، والشّرف التقوى ، والقنوعُ راحةُ الأبدان ، ومَنْ أحبَّكَ نهاكَ ، ومَنْ أبغضك أغراك» (١).
٦ ـ «من دلائل العالم انتقادُه لحديثهِ ، وعلمه بحقائق فنونِ النظر» (٢).
٧ ـ «لو أنّ العالِمَ كلّ ما قال أحْسَنَ وأصابَ لأوْشَكَ أن يجنّ من العُجْبِ ، وإنّما العالِمُ مَنْ يكثرُ صَوابُه».
٨ ـ وفي دعاء عرفةَ للإمام الحسين عليهالسلام مقاطع بديعة ترتبط بالمعرفة البشرية وسُبُل تحصيلها ، وقيمة كلّ سبيل وما ينبغي للعاقل أن يسلكه من السبل الصحيحة والموصلة إلى المقصود ، نختار منها نماذج ذات علاقة ببحثنا هذا.
قال عليهالسلام :
أ ـ «إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري؟ إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي؟!».
ب ـ «إلهي علمتُ باختلاف الآثار وتنقّلات الأطوار أنّ مرادك منّي أن تتعرّف إليَّ في كلّ شيء حتّى لا أجهلك في شيء».
ج ـ «إلهي تردّدي في الآثار يوجب بُعد المزار ؛ فَاجمعني عليك بحذمة توصلني إليك ، كيف يُستَدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟ أيكونُ لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكونَ هو المظهِرَ لك؟! متى غبتَ حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بَعُدْتَ حتّى تكونَ الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيباً ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً».
د ـ «إلهي أمرتَ بالرجوع إلى الآثار فأرجعني إليك بكسوةِ الأنوار وهداية الاستبصار ؛ حتّى أرجعَ إليك منها كما دخلتُ إليك منها ، مَصونَ السرِّ عن النظرِ إليها ، ومرفوع
__________________
(١) موسوعة كلمات الإمام الحسين عليهالسلام / ٧٤٢ و٧٤٣ عن بحار الأنوار ٧٨ / ١٢٨ ح ١١.
(٢) المصدر السابق.