فلا (١). والحمل على التقيّة في ترك الجواب بالمرّة يجري مثله في إجمال الأجوبة. على أنه قد وردت جملة من الأخبار دالة على أن كلامهم عليهمالسلام ينصرف على وجوه عديدة لهم في كل منها المخرج. ولا بأس بإيراد ما عثرنا عليه منها ، فمن ذلك ما رواه شيخنا الصدوق ـ عطّر الله مرقده ـ في كتاب (معاني الأخبار) بسنده إلى داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إن الكلمة لتنصرف على وجوه فلو شاء إنسان لصرّف (٢) كلامه كيف شاء ولا يكذّب» (٣).
وروى فيه بسنده إلى زيد الزرّاد (٤) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أبو جعفر عليهالسلام :«يا بني ، اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ؛ فإن المعرفة هي الدراية للرّواية ، وبالدرايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان. إني نظرت في كتاب عليّ عليهالسلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته أن الله يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا» (٥).
وروى فيه بسنده عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : «حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه. ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض (٦) كلامنا ؛ إن الكلمة من كلامنا لتنصرف إلى سبعين وجها لنا من الجميع المخرج» (٧).
وروى في كتاب (البصائر) بسنده عن عبد الأعلى قال : دخلت أنا وعلي بن
__________________
(١) انظر وسائل الشيعة ٢٧ : ٦٢ ـ ٧٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٧.
(٢) في «ح» : تصرّف.
(٣) معاني الأخبار : ١ / ١.
(٤) في المصدر : بريد الرزاز.
(٥) معاني الأخبار : ١ / ٢.
(٦) في «ح» : معارض.
(٧) معاني الأخبار : ٢ / ٣.