صفات الله جلّ وعزّ ، فانف عن الله البطلان والتشبيه فلا نفي ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود تعالى الله عما يصفه الواصفون ، ولا تعدوا القرآن فتضلوا بعد البيان» (١).
وروى فيه عن الكاظم عليهالسلام : «فصفوه بما وصف به نفسه وكفوا عمّا سوى ذلك» (٢).
وفي خبر آخر أيضا عنه عليهالسلام : «لا تجاوزوا القرآن» (٣).
وفي خبر آخر أيضا عن أبي محمد عليهالسلام في جواب كتاب كتبه إليه سهل بأن منهم من يقول : جسم ، ومنهم من يقول : صورة ، فوقع عليهالسلام بخطه : «سألت عن التوحيد ، هذا عنكم معزول. الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك ، وليس بجسم ويصور ما يشاء ، وليس بصورة جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه هو لا غيره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» (٤).
ومن الأخبار الدالة على ردع العقول عن التطلع إلى ما زاد على ذلك خوفا من الوقوع في شباك المهالك ما رواه السيد الرضي رضياللهعنه في (نهج البلاغة) عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليهالسلام ـ ورواه الصدوق في (التوحيد) (٥) أيضا ـ قال : خطب أمير المؤمنين عليهالسلام بهذه الخطبة على منبر الكوفة ، وذلك أن رجلا أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، صف لنا ربنا لنزداد له حبا ومعرفة. فغضب عليهالسلام ونادى : «الصلاة جامعة» فاجتمع الناس حتى غصّ المسجد بأهله فصعد المنبر وهو مغضب متغير اللون ، فحمد الله سبحانه وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله ، وقال : «الحمد لله» (٦) ـ وساق
__________________
(١) الكافي ١ : ١٠٠ / ١ ، باب النهي عن الصفة ..
(٢) الكافي ١ : ١٠٢ / ٦ ، باب النهي عن الصفة ..
(٣) الكافي ١ : ١٠٢ / ٧ ، باب النهي عن الصفة ..
(٤) الكافي ١ : ١٠٣ / ١٠ ، باب النهي عن الصفة ..
(٥) التوحيد : ٥٥ ـ ٥٦ / ١٣.
(٦) الحمد لله ، ليس في «ح».