ومن ذلك ما رواه في (الكافي) بسنده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «المؤمن له قوة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين ، وحرص في فقه ، ونشاط في هدى ، وبرّ في استقامة ، وعلم في حلم ، وكيس في رفق ، وسخاء في حقّ ، وقصد في غنى ، وبخل في فاقة ، وعفو في قدرة ، وطاعة لله في نصيحة ، وانتهاء في شهوة ، وورع في رغبة ، وحرص في جهاد ، وصلاة في شغل ، وصبر في شدّة. وفي الهزاهز وقور ، وفي (١) المكاره صبور ، وفي الرّخاء شكور. ولا يغتاب ، ولا يتكبّر ، ولا يقطع الرحم ، وليس بواهن ، ولا فظّ ، ولا غليظ ، لا يسبقه بصره ، ولا يفضحه بطنه ، ولا يغلبه فرجه ، ولا يحسد الناس ، يعيّر ولا يسوّف (٢) ، ينصر المظلوم ، ويرحم المسكين. نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، لا يرغب في عزّ الدنيا ، ولا يجزع من ذلها. للناس همّ قد أقبلوا عليه ، وله همّ قد شغله. لا يرى في حكمه نقص ، ولا في رأيه وهن ، ولا في دينه ضياع. يرشد من استشاره ، ويساعد من ساعده ، ويكيع عن الخنا والجهل» (٣).
وروى في الكتاب المذكور بسنده عنه عليهالسلام : «شيعتنا الشاحبون (٤) الذابلون الناحلون ، الذين إذا جهنّم الليل استقبلوه بحزن» (٥).
وروى فيه أيضا بسنده عنه عليهالسلام قال : «إيّاك والسفلة ، فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه ، واشتدّ جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت أولئك فاولئك شيعة جعفر» (٦).
__________________
(١) من «ح».
(٢) في «ح» : يسرف.
(٣) الكافي ٢ : ٢٣١ / ٤ ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته.
(٤) في «ح» : السائحون ، وفي هامش «ح» ورد ما يلي : وفي بعض النسخ بالشين المعجمة ، وتقديم المهملة على الموحّدة. والشحبة : تغيّر اللون والهزال ، الذابل : اليابس الشفة ، والناحل : من ذهب جسمه من مرض ونحوه. (هامش «ح»).
(٥) الكافي ٢ : ٢٣٣ / ٧ ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته.
(٦) الكافي ٢ : ٢٣٣ / ٩ ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته.