أحدهم » (١).
وقاطعه أحد المستبصرين كان يصحبني قائلا : هذا الحديث غير صحيح وهو مكذوب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!
وثارت ثائرة الإمام وبعض الحاضرين! والتفتوا إلينا منكرين مشمئزين ، فتداركت الموقف متلطّفاً مع الإمام وقلت له : يا سيدي الشيخ الجليل ، ما هو ذنب المسلم الذي يقرأ في القرآن قوله : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَد خَلَت من قَبلِهِ الرُّسُلُ أفإن ماتَ أو قُتِل انقَلبتُم على أَعقابِكُم ، وَمَن يَنقَلِب على عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيئاً وَسَيجزي اللهُ الشاكِرين ) (٢).
وما هو ذنب المسلم الذي يقرأ في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم قول رسول الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه : « سيؤخذ بكم يوم القيامة إلى ذات الشمال ، فأقول : إلى أين؟ فيُقال : إلى النار والله ، فأقول : يا ربّ هؤلاء أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا من بعدك إنّهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي ، ولا أرى يخلصُ منهم إلاّ مثل همل النعم » (٣).
وكان الجميع يستمعون إليّ في صمت رهيب ، وسألني بعضهم : إن كنت واثقاً من وجود هذا الحديث في صحيح البخاري؟
__________________
١ ـ راجع : الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، القاضي عياض : ٢/٥٤ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢٠/١١.
٢ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٤٤.
٣ ـ صحيح البخاري : ٧/٢٠٨ ـ ٢٠٩ و٨/٨٧ ، صحيح مسلم : ٧/٦٦ و٨/١٥٧.