يرديه (١).
فمن الأجدار بالعاقل أن يتجنب التقليد الأعمى ، وعليه بالتفكر ، ويتفهم تلكم الأدلة الكثيرة في الكتاب والسنة والتأريخ ، وكلها دلائل تنص على لزوم الأخذ بمنهج أهل البيت عليهمالسلام وأنهم خلفاء الله تعالى في أرضه ، أولهم أميرالمؤمنين عليهالسلام وآخرهم الإمام الحجة المهدي بن الحسن العسكري عليهالسلام.
وحري أيضاً بالقارئ الكريم أن يقرأ كتب هؤلاء المستبصرين الذين شرحوا فيها كيفية استبصارهم ، والأسباب التي دعتهم إلى الأخذ بمذهب الشيعة الإمامية ، وليرى القارئ الكريم ، كيف وصل هؤلاء المستبصرون إلى الحقيقة بمحض إرادتهم وعزيمتهم ، وبفضل تعرفهم على الأدلة المقنعة ، والتي قادتهم إلى الحق والإعتراف به.
ولست هنا في صدد سرد الأدلة على خلافة أميرالمؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من كتب السنة ككتب الصحاح والمسانيد والحديث وكتب التأريخ أيضاً ، وأن فيها ما يكفي في معرفة الحق لحتوائها الكثير من البراهين الدالة على النصوص التي لا تقبل التأويل ولا الشك في أن الخليفة ـ بمقتضاها ـ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أميرالمؤمنين عليهالسلام ، بل أترك القارئ هنا ليقرأ بنفسه تلكم الإعترافات التي جاءت على لسان جملة من المتشيعين الذين استبصروا وأخذوا بمنهج أهل
__________________
١ ـ الدعوات ، الراوندي : ١٤٤ ـ ١٤٥ ح ٣٧٥ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ١/٢١٨ ح ٤٣.