يخطئون ويصيبون ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كل ابن آدم خطَّاء ، وخير الخطَّائين التوَّابون (١) ، فنحن مسلمون بأن أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً كلهم أخطأ ، وكلهم مأجورون ، لقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : من اجتهد وأصاب فله أجران ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد (٢).
قلت : يا شيخ علي! أقول لك مرَّة ثانية : اتق الله ، ولا تلذ بالأوهام الواهية كبيت العنكبوت ، وتترك الحقائق الدامغة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وأنا أتحدَّاك أمام الحاضرين أن تأتيني بخطأ واحد للإمام عليٍّ عليهالسلام ، فسوف لن تجد إلاَّ ما يردِّده أسلاف النواصب الذين أعيتهم الحيلة ليجدوا خطأ واحداً لعليٍّ عليهالسلام ، فقالوا بأنه بعد تولّيه الخلافة أخطأ في عزل معاوية ، ولو أنّه صبر حتى استتبَّ له الأمر ثمَّ عزله بعد ذلك لكان أحسن(٣) ، أو أنّه أخطأ في واقعة التحكيم
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٣/١٩٨ ، سنن ابن ماجة : ٢/١٤٢٠ ح ٤٢٥١ ، سنن الترمذي : ٤/٧٠ ح ٢٦١٦.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٤/١٩٨ ، سنن ابن ماجة : ٢/٧٧٦ ح ٢٣١٤ ، سنن الترمذي : ٢/٣٩٣ ح ١٣٤١ ، ولفظه : إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر.
٣ ـ روي عن جبلة بن سحيم ، عن أبيه ، قال : لمَّا بويع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بلغه أن معاوية قد توقَّف عن إظهار البيعة له ، وقال : إن أقرَّني على الشام وأعمالي التي ولاَّنيها عثمان بايعته ، فجاء المغيرة إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال له : يا أميرالمؤمنين! إن معاوية من قد عرفت ، وقد ولاَّه الشام من قد كان قبلك ، فولِّه أنت كيما تتَّسق عرى الأمور ، ثمَّ اعزله إن بدا لك ، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : أتضمن لي عمري ـ يا مغيرة ـ فيما بين توليته إلى خلعه؟ قال : لا ، قال : لا يسألني الله عزَّوجلَّ عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبداً ( وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) لكن أبعث إليه ، وأدعوه إلى ما في يدي من الحقِّ ، فإن أجاب فرجل من المسلمين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، وإن أبى حاكمته إلى الله ، فولَّى المغيرة وهو يقول : فحاكمه إذن ..
الأمالي ، الطوسي : ٨٧ ح ٤٢ ، مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : ٢/٣٧٥.