وعرفت حينها معنى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَة ... ) (١) ، وعرفت الحديث القائل : الناس أعداء ما جهلوا.
وأنا من موقعي هذا أدعو كل إنسان حرٍّ أن يطّلع على كتب الشيعة ، وعلى آرائهم دون واسطة ، كما عرفت أنا كتب السنّة كالبخاري والموطَّأ دون واسطة ، وقارنوا بين المذاهب ، فلسنا أقلَّ من معاوية الذي قتل النفوس ، وأحدث الفتن ، ثمَّ يقال عنه : إنّه اجتهد فأخطأ ، فنحن إن وصلنا إلى الحق ـ إلى دين الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فلنا أجران ، وإن لم نتوصَّل إلى ذلك فلعلَّ الله يكتب لنا أجراً واحداً ، وذلك لصدق نيَّاتنا وصفاء سرائرنا.
وجرِّبوا أن تطالعوا عن التشيُّع والشيعة الاثني عشريَّة ، فليس في ذلك بأس ولا ضرر ولا فتنة ولا سمٌّ ، كما يدّعي بعض العلماء المتحجِّرين ، بل إن أحدنا يفاخر بأنَّه قرأ مجموعة آثار فيكتور هيجو مثلا ، أو اطّلع على مسرحيَّات شكسبير ، وتجده جاهلا بما يقوله إخوانه وبما يعتقدونه جهلا مطبقاً. أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العليَّ العظيم ، الهاشمي بن علي ، رمضان قابس ـ تونس ١ ـ شوال ـ ١٤١٩ هـ (٢).
قال الأستاذ عبدالمنعم حسن السوداني : حديث العشرة المبشَّرين المزعوم : ما بدأت حواراً مع أحد فيما جرى بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاَّ وبادرني :
__________________
١ ـ سورة الحجرات ، الآية : ٦.
٢ ـ الصحابة في حجمهم الحقيقي ، الهاشمي بن علي : ٩ ـ ١٢.