ويقول لعلي عليهالسلام ـ بعدما انتقضت البلاد على عثمان ـ : إذا شئت فخذ سيفك ، وآخذ سيفي ، إنّه قد خالف ما أعطاني (١).
وهل أبو بكر وعمر المبشَّران بالجنّة هما اللذان ماتت الصدّيقة بضعة المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي واجدة عليهما (٢)؟
وهل هما اللذان قالت لهما : إني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني ، وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيَّ لأشكونَّكما إليه (٣)؟
وهل أبو بكر هذا هو الذي أوصت فاطمة عليهاالسلام أن لا يصلِّي عليها ، وأن لا يحضر جنازتها (٤)؟
وهل كان عمر يصدِّق هذه الرواية وله إلمام بها ، وهو يناشد مع ذلك حذيفة بن اليمان العالم بأسماء المنافقين ، ويسأله عن أنه هل هو منهم (٥)؟
وهل كان طلحة والزبير يؤمنان بقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهما يؤلِّبان على عثمان ، ويشاركان في قتله؟ وهما اللذان خرجا على إمامهما ، وخليفة
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٣/٢٨ ، الغدير ، الأميني : ٩/٨٦ عن البلاذري.
٢ ـ راجع صحيح البخاري : ٥/٨٢ ، صحيح مسلم : ٥/١٥٤.
٣ ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١/٣١ ، مناقب أهل البيت عليهمالسلام الشيرواني : ٤٠٢.
٤ ـ صحيح البخاري : ٥/٨٢ ، صحيح مسلم : ٥/١٥٤ ، تأريخ المدينة ، ابن شبة النميري : ١/١٩٧.
٥ ـ فتح الباري ، ابن حجر : ٨/٤٨٧ ، تفسير القرطبي : ١/٢٠٠ ، قال الشيخ علي بن يونس العاملي في ( الصراط المستقيم : ٣/٧٩ : وفي الإحياء للغزالي : كان عمر لا يحضر جنازة لم يحضرها حذيقة وفي مسند الصحابيات روى أبو وائل عن مسروق عن أم سلمة قالت : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أصحابي من لا أراه ولا يراني ، فناشدها عمر : هل أنا منهم؟ الخبر ، وكيف يسأل الإمام رعيته عن أحوال إيمانه وقد رويتم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شهد له بالجنة ورأى له قصراً فيها فلا يعتمد على قول نبيه 6 ويعتمد على غيره؟