فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) (١).
وهناك مخالفات كثيرة وقعوا فيها مما يضيق المجال لذكرها الآن.
هشام آل قطيط : سماحة السيِّد! لماذا لم تذكر فضيلة الخليفة أبي بكر عندما كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الغار لتحقيق معنى الآية؟ ولماذا تنكرون ذلك أنتم الشيعة؟ ألم يكن له شرف الهجرة مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذه من أكبر الفضائل للخليفة الأول؟ ألم تنزل عليه السكينة في الآية؟ لماذا تغفل هذه الأمور ولم تناقشها؟ ألم يكن تعصُّباً ودفاعاً عن الشيعة؟
السيِّد البدري : إن ما ذكره الطبري في تأريخه : إن أبا بكر ما كان يعلم بهجرة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجاء عند علي بن أبي طالب عليهالسلام وسأله عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره بأنه هاجر نحو المدينة ، فأسرع أبو بكر ليلتقي بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرآه في الطريق ، فأخذه النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم معه ، فالنبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما أخذ معه أبا بكر على غير ميعاد ، لا كما تقول.
وقال بعض المحقِّقين : إن أبا بكر بعدما التقى بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الطريق اقتضت الحكمة النبويَّة أن يأخذه معه ولا يفارقه ؛ لأنه كان من الممكن أن يفشي أمر الهجرة ، وكان المفروض أن يكون سرّاً ، كما نوَّه به الشيخ أبو القاسم ابن الصبَّاغ ، وهو من كبار علمائكم ، قال في كتابه ( النور والبرهان ) : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر عليّاً فنام على فراشه ، وخشي من أبي بكر أن يدلَّهم عليه فأخذه معه ومضى إلى الغار.
__________________
١ ـ سوره الحجرات ، الآية : ٢.