مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ... ) (١) ، فبحكم هذه الآية الكريمة فإن الله عزَّوجلَّ يكون مع المؤمن والكافر والمنافق.
هشام آل قطيط : عفواً سماحة السيِّد! المقصود ( إن الله شاء ) أي أن الله مع الذين يعملون لطاعته وعبادته ، والألطاف والعناية ، أي تشملنا ، هذا هو المراد ، وإلاَّ في الحقيقة والواقع الله سبحانه وتعالى مع الجميع ، ويعلم ما في قلوب الجميع ، وإلاَّ هذا الاستدلال الذي أتيت به غير مقنع.
السيِّد البدري : أقول لك : لا مناقشة في الأمثال ؛ لأن الأمثال تضرب ولا تقاس ، أعطيك أمثلة على ذلك.
١ ـ إبليس ، فإنه عبد الله تعالى عبادة قلَّ نظيرها من الملائكة ، وقد شملته الألطاف الإلهيّة والعناية الربّانيّة ، ولكن لما تمرَّد عن أمر خالقه واتّبع هواه واغتر خاطبه الله تعالى قائلا : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) (٢).
٢ ـ وبرصيصا في بني إسرائيل ، كان مجدّاً في عبادة الله سبحانه وتعالى حتى أصبح مع المقرَّبين ، وكانت دعوته مستجابة ، ولكن عند الامتحان أصيب بسوء العاقبة ، فترك عبادة ربِّ العالمين ، وسجد لإبليس اللعين ، وأمسى من الخاسرين ، فقال الله تعالى فيه : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلاِْنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي
__________________
١ ـ سورة المجادلة ، الآية : ٧.
٢ ـ سورة الحجر ، الآية : ٢٤ ـ ٢٥.