بعدي (١).
وفي القرآن العربي المبين يقول الله تعالى في سورة طه : آية ٢٥ وما بعدها ، حكاية عن كليمه موسى عليهالسلام : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) إلى قوله تعالى : ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) وأنت تعلم ـ يا أخي المحاور ـ أن منازل هارون عليهالسلام من موسى عليهالسلام كثيرة ومتعدِّدة ، وسأورد لك بعض المقارنات بين هارون ومنزلته من موسى لتعلم أن علياً هو الخليفة الحق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الأوَّل : إن هارون عليهالسلام كان وزيراً لموسى عليهالسلام ، فكذلك علي عليهالسلام وزير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثاني : إن هارون عليهالسلام كان شريكاً لموسى عليهالسلام في أمره ، فكذلك علي عليهالسلام شريك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمره على الخلافة والإمامة ، إلاّ النبوَّة ، والمستثناة من عموم المنازل في الحديث الشريف.
الثالث : إن هارون عليهالسلام كان ثاني موسى عليهالسلام في قومه ، فكذلك علي عليهالسلام ثاني رسول الله صلىاللهعليهوآله في أمته.
الرابع : إن هارون عليهالسلام كان أخاً لموسى عليهالسلام ، فكذلك علي عليهالسلام كان أخاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله في كتب السنة والشيعة ، وعدم استثناء النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من حديثه إلاَّ النبوة ، وقد أخرج ذلك أحد علمائكم ـ أحمد بن حنبل في مسنده ـ عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس في حديث :
__________________
١ ـ صحيح مسلم : ٧/١٢٠ ـ ١٢١.