لم ولَّوه؟ قالوا : لسنِّه! قال : أنا أسنُّ منه!! (١).
ثانياً : في غزوة تبوك ، حينما عزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرج مع المسلمين إلى تبوك ، وكان يخشى تحرُّك المنافقين في المدينة وتخريبهم خلَّف عليّاً عليهالسلام ليدير أمور المدينة المنوَّرة ، دينيّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً ، وقال له : أنت خليفتي في أهل بيتي ، ودار هجرتي ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاَّ أنه لا نبيَّ بعدي (٢).
ثالثاً : تبليغ آيات من سورة براءة لأهل مكة حين كانوا مشركين ، فقد عيَّن النبي صلىاللهعليهوآله أبا بكر لهذه المهمّة وأرسله إلى مكة ، وقطع مسافة نحوها ، ولكنَّ الله عزَّوجلَّ أمر النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعزل أبا بكر ويعيِّن عليّاً عليهالسلام لتبليغ الرسالة ، ففعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأرسل عليّاً عليهالسلام ، فأخذ الرسالة من أبي بكر ، فرجع إلى المدينة ، وذهب عليعليهالسلامإلى مكة ، فوقف في الملأ العام من قريش ، ورفع صوته بتلاوة الآيات من سورة براءة ، وأدَّى تبليغ الرسالة ، ونفَّذ الأمر ، ورجع إلى المدينة (٣).
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١/٢٢٢.
٢ ـ الإرشاد ، المفيد : ١/١٥٦ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ٢١/٢٠٨ ، مسند أحمد بن حنبل : ١/٣٣١ ، كتاب السنة ، ابن أبي عاصم : ٥٥١ ح ١١٨٨ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ١٢/٧٨ ، المناقب ، الموفق الخوارزمي : ١٢٦ ـ ١٢٧ ح ١٤٠ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/١٠٢ ، الإصابة ، ابن حجر : ٤/٤٦٧ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٧/٣٧٤ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١/٦٠٦ ح ٣٢٩٣١.
٣ ـ قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ٦/٤٥ و١٢/٤٦ : روى الزبير بن بكار في كتاب ( الموفقيات ) عن عبدالله بن عباس ، قال : إني لأماشي عمر بن الخطاب في سكَّة من سكك المدينة ، إذ قال لي : يا ابن عباس! ما أرى صاحبك إلاَّ مظلوماً! فقلت في نفسي : والله لا يسبقني بها ، فقلت : يا أميرالمؤمنين! فاردد إليه ظلامته ، فانتزع يده من يدي ، ومضى يهمهم ساعة ، ثمَّ وقف فلحقته ، فقال : يا ابن عباس! ما أظنُّ منعهم عنه إلاَّ أنه استصغره قومه! فقلت في نفسي : هذه شرٌّ من الأولى! فقلت :