بايعوا أبا بكر.
السيِّد البدري : نعم بايعوا ، ولكن أسألك كيف تمَّت هذه البيعة؟ أما قرأت في كتب التأريخ والحديث أن عليّاً عليهالسلام وبني هاشم وكثيراً من كبار الصحابة ما بايعوا إلاَّ بعد ستة أشهر بالتهديد والجبر ، إذ جردوا السيف على رأس الإمام علي عليهالسلام ، وهدَّدوه بالقتل إن لم يبايع!
هشام آل قطيط : إني أعجب من سماحتك أيُّها السيِّد ، كيف تتفوَّه بهذا الكلام؟! ما هو إلاَّ من أساطير عوام الشيعة وجهلتهم ، وقد أكَّد المؤرِّخون أن سيِّدنا عليّاً ( كرَّم الله وجهه ) بايع أبا بكر في لحظة استلامه للخلافة طوعاً ورغبة ، وأعلن موافقته لخلافة سيِّدنا أبي بكر.
السيِّد البدري : ألم تقرأ كتب الصحاح والتاريخ أيُّها المحاور ، إرجع إلى صحيح البخاري : ٣ ـ ٣٧ باب غزوة خيبر لترى ما ترى .. راجع صحيح مسلم : ٥ ـ ١٥٤ باب قول النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نورث ، وراجع كتاب الإمامة والسياسة : ص ١٤ ، وراجع مروج الذهب للمسعودي : ١ ـ ٤١٤ ، وابن أعثم الكوفي في الفتوح ، والحميدي في الجمع بين الصحيحين ، كل هؤلاء أخرجوا أن عليّاً عليهالسلام وبني هاشم لم يبايعوا إلاَّ بعد ستة أشهر.
وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة عن الصحيحين ، عن الزهري ، عن عائشة : فهجرته ـ يعني أبا بكر ـ فاطمة ولم تكلِّمه في ذلك حتى ماتت ، فدفنها عليٌّ ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر ، وفي الخبر : فمكثت فاطمة عليهاالسلام ستة أشهر ثمَّ توفِّيت ، فقال رجل للزهري : فلم يبايعه عليٌّ ستة أشهر؟! قال : ولا أحد من بني هاشم ، حتى بايعه علي (١).
__________________
١ ـ راجع أيضاً : السنن الكبرى ، البيهقي : ٦/٣٠٠ ، المصنّف ، عبد الرزاق الصنعاني : ٥/٤٧٢ ح ٩٧٧٤ ،