ويكفي في رجحانه الأحاديث المعتبرة المروية عن الحجج الطاهرة وهي كثيرة جداً نحيلك على مظانها (١).
إلى أن قال : وأما الذين يعيبون الشيعة بذلك فلا يعبأ بقولهم إذ إنهم حائدون عن جادة الإنصاف ، وقاسطون عن طريق الصواب ، مع هذه النصوص الكثيرة المتواترة الواردة عن الأئمة السلف خاصة عن أئمة العترة الطاهرة من أهل البيت عليهمالسلام وهم أحد الثقلين الذين لا يضل المتمسك بهما ، على أن في ذلك من المواساة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ووصيه أمير المؤمنين عليهالسلام وابنته الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
وقد اتفقت الطوائف الإسلامية على اختلاف مذاهبها على جواز التفجع لفقد الأحبة والعظماء ، جرت عليها سيرتهم العملية وإجماعهم وكان عليه السلف وتشهد بذلك الموسوعات الضخمة المشحونة بأقوالهم وأفعالهم سواء في ذلك الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام وغيرهم من سائر المسلمين ، فمن راجع كتبهم يجد نصوصهم في هذا المورد بكثرة مدهشة.
فنحن إذ نجد الأدلة النقلية والعقلية متوفرة ، نُجدد ذكرى مصاب سيد
__________________
١ ـ ومن ذلك ما روي عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه قال : قال الرضا عليهالسلام : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتُكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
وروي عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله ، ثمّ قال أبو عبدالله عليهالسلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.
وروي عن محمد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليهالسلام يقول : من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا أو حقّ لنا نقصناه ، أو عرض انتهك لنا ، أو لأحد من شيعتنا ، بوأه الله تعالى بها في الجنة حُقباً. راجع : بحار الأنوار للمجلسي : ٤٤/٢٧٨ ـ ٢٩٦ ب ٣٤.