الآية الأولى : آية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ ... ).
أولاً : قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١).
هذه الآية تطرح نفس ما قلناه ، وتؤكِّد أولا : ضرورة الولاية في الدين ، وثانياً : استمراريّة ولاية الله ، وهي السلطة والحاكميّة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمَّ من بعده الذين آمنوا الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون.
أمَّا ولاية الله فهي ثابتة بالذات ، وأمَّا ولاية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين آمنوا فهي بالتبع ، فولاية الله في الأرض وحكومته لا تتمُّ إلاَّ باصطفاء بشر أعطاهم الله القدرة التي تؤهّلهم على أن يكونوا امتداداً لحكومة الله في الأرض ، فلا يحقُّ للإنسان ، مطلق الإنسان ، أن يتصرَّف في إدارة البلاد والعباد من غير إذن الله ؛ لأنّ الله هو الحاكم ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ) (٢) ولا تتمُّ حكومته في الأرض إلاّ إذا اصطفى الله حاكماً من عباده ، ولذلك جاءت هذه الآية القرآنيّة صريحة في هذا المجال ، فأثبتت أولا : ولاية الله ، ثمَّ أجرت هذه الولاية على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمَّ صرَّحت أن الولاية من بعد الرسول تكون مستمرَّة في الذين آمنوا وآتوا الزكاة في حال الركوع.
فدلالة هذه الآية على ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام تكون واضحة إذا اتضح أنّ المراد من قوله تعالى ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) هو علي بن أبي طالبعليهالسلام، والحمدلله إنّ هذا المعنى ثابت ؛ لما تواتر
__________________
١ ـ سورة المائدة ، الآية : ٥٥.
٢ ـ سورة الأنعام ، الآية : ٥٧.