كنت تؤمن بما تقول قم وباهلني.
قلت : أنا موافق على المباهلة ، ولكن قبلها أريد أن أطلب منك طلباً أمام كل الحضور ، وهو أن تقيم معي مناظرة علنيّة أمام جميع أهل هذه البلد ، حتى لا يبقى لوجودك ولا لوجود أمثالك أثر.
أمَّا المباهلة ، أتهدّدني أنت بالمباهلة وقد باهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأئمتي نصارى نجران؟ والله لو أقسمت على الله بحقّهم لمسخت قرداً يلعب بك الصبيان ، ولكن نحن لا نختبر ربَّنا ، إنما الله هو الذي يختبرنا.
ووقفت قائماً وقلت : هيَّا ابدأ بالمباهلة ، فبدأ الخوف على وجهه.
ابدأ ، لماذا سكتَّ؟
قال : أباهلك على البخاري ومسلم ، فضحكت ، وانتهرته .. يا أحمق ، ما البخاري ومسلم ، حتى نتباهل حولهم؟ وإنما أباهلك بأن مذهب التشيُّع ـ مذهب أهل البيت ، الأئمة الاثني عشر عليهالسلام ـ هو الحق ، وما غيره باطل.
فسكت ثمَّ قال : أنا لا أباهلك في أهل البيت عليهمالسلام.
وعلى أيِّ شيء نتحدّث؟ أعلى غير إمامة أهل البيت عليهالسلام؟
قال : أنا لا أباهلك رحمةً بك ، وانصرف.
قلت : سبحان الله! فإن الراحم هو الله ، كيف ترحمني وعندكم هذا من مصاديق الشرك (١)؟
__________________
١ ـ حوارات ، الشيخ معتصم السوداني : ٨١ ـ ٩٤.