حادثة محدودة ، وهذه الحادثة غيَّرت مسار الأمّة الإسلاميّة ، فالملازمة موجودة ، فإذا لم يصالح الإمام الحسن عليهالسلام وثار كما ثار أخوه الحسين عليهالسلام لكان مصير الأمَّة غير الذي كانت عليه ، بل كان بإمكانه أن يجلس في بيته كما فعل عبدالله بن عمر وغيره ، ولا يصالح ولا يبايع.
قال الشيخ معتصم : أولا : هذا الكلام خلاف الفرض ، فإذا ثبتت عصمته فيكون كل ما يفعله هو عين الصواب ، سواء صالح أو حارب ، والمعصوم لا يحاسب.
ثانياً : هناك مهم وأهم ، وتزاحم في المصالح ، فحكم الإمام الحسن عليهالسلام مصلحة ، والحفاظ على بيضة الإسلام مصلحة ، فصلح الإمام عليهالسلام هو تقديم مصلحة الحفاظ على بيضة الإسلام على مصلحة حكمه (١) ، خاصة أن الظروف كانت تعاكسه تماماً بعد أن خذله جماعته ، وهرب منه قادة جيشه ، كما حدث لنبيِّ الله هارون عليهالسلام عندما جعله موسى عليهالسلام خليفة على بني إسرائيل ، فأضلّهم السامريُّ ، وعبدوا العجل ، فصبر هارون على ذلك لمصلحة عدم التفريق بين بني إسرائيل ، قال تعالى : ( قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) (٢).
قال الدكتور : هذا الكلام ضعيف جداً ، ويمكن أن يقال كتبرير لاجتهاده
__________________
١ ـ روى أبو الحسن المدائني ، قال : خرج على معاوية قوم من الخوارج بعد دخوله الكوفة وصلح الحسن عليهالسلام له ، فأرسل معاوية إلى الحسن عليهالسلام يسأله أن يخرج فيقاتل الخوارج ، فقال الحسن : سبحان الله! تركت قتالك وهو لي حلال لصلاح الأمَّة وألفتهم ، أفتراني أقاتل معك! راجع : شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦/١٤.
٢ ـ سورة طه ، الآية : ٩٤.