الخطاب! أتراك محرِّقاً عليَّ بابي؟! قال عمر : نعم (١).
وعلى ذلك أنشد حافظ إبراهيم شاعر النيل قائلا :
وقوله لعليٍّ قالها عمر |
|
أكرم بسامعها أعظم بملقيها |
حرَّقتُ دارك لا أبقي عليك بها |
|
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها |
ما كان غير أبي حفص يفوه بها |
|
أمام فارس عدنان وحاميها (٢) |
قلت وأنا مندهشة : لم أسمع بهذا من قبل ، فهل يمكن أن تنقلب الأمَّة حتى على بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن ـ يا خالي ـ إذا تجاوزت هذه الحادثة ـ مع أنه ممّا لا يمكن تجاوزه ، وإنّما لفتح الباب أمام الحوار ـ وسلَّمتُ بما حدث ، فإنه لا يتجاوز أن يكون موقفاً مخالفاً لموقف الصحابة الذين اجتمعوا في السقيفة ، وارتأوا الشورى حلاًّ ، وهذا ليس كافياً لسلب صحّة الشورى ، وأهل السنّة على هذا الرأي.
خالي : إن الكلام كان عن الإجماع، وما ذكرته لك كاف لإبطاله ، هذا أوَّلا.
وثانياً : إنّ الشورى بما هي شورى ليست حجّةً وغير ملزمة ، كما أثبتنا ذلك في أول الكلام.
وثالثاً : إن الشورى لم تكن موجودة على المستوى العملي : فإنّ مجريات الأحداث لا توحي بوجود شورى.
__________________
١ ـ أنساب الأشراف : ١/٥٨٦.
٢ ـ ديوان حافظ إبراهيم : ١/٨٢ ، تحت عنوان : عمر وعلي عليهالسلام.