على الموت ، وصاحبوه بصدق في القول والعمل ، وهي أحد الأصول التي ندين بها.
خالي : هذه نظرتهم لا نظرة القرآن ؛ لأنّ القرآن قسّم الصحابة إلى ثلاثة أقسام ...
الأول : الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم حق المعرفة ، ولم ينقلبوا بعده ، بل ثبتوا على العهد ، وقد مدحهم الله جلّ جلاله في كتابه العزيز ، وقد أثنى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العديد من المواقع ، ونحن الشيعة نذكرهم باحترام وتقديس ونترضَّى عليهم.
القسم الثاني : هم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتّبعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إمّا رغبة أو رهبة ، وهؤلاء كانوا يمنُّون إسلامهم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ، ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه ، بل يجعلون لآرائهم مجالا في مقابل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى نزل القرآن بتوبيخهم مرّة وتهديدهم أخرى ، وقد فضحهم الله في عديد من الآيات ، وحذَّرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عديد من الأحاديث النبويَّة ، ونحن الشيعة لا نذكر هؤلاء إلاَّ بأفعالهم.
القسم الثالث : فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نفاقاً ، وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة ، وذكرهم في العديد من المواقع ، وتوعَّدهم بالدرك الأسفل من النار ، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم.
قلت : من أين أتيت بهذا التقسيم ، وقد قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )(١)، فهذه الآية تفيد الإطلاق على كل من تبع الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم، وتصفهم
__________________
١ ـ سورة الفتح ، الآية : ١٨.