طأطأت رأسي غارقة في تفكير عميق ومردِّدة .. عجيب ، عجيب ، عجيب.
خالي : ممَ تعجُّبكِ؟
قلت : وفق ما ذكرت من هذه الأدلّة القاطعة ، وخاصة في مورد الإمامة ، فلماذا لم يعترض عليٌّ كرَّم الله وجهه على القوم ، بل أكَّد على موقف الشورى ، حيث قال في النص الذي سجَّلته لك : وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردُّوه إلى ما خرج منهم ، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين.
خالي : كما أثبتُّ لك أن الشورى باطلة ، وأن النص والتعيين هو المتحقِّق ، وهذا هو مبحثنا ، أمَّا أن عليّاً عليهالسلام لماذا سكت فهذا بحث آخر.
قلت مقاطعة : هذا الكلام لا أقبله منك ، أليست الخلافة حقاً لعليٍّ؟ فسكوت الإمام علي عليهالسلام هو سكوت عن حقِّه.
خالي : أجمعت الأمَّة على أنّ علياً عليهالسلام وسائر بني هاشم لم يشهدوا البيعة ، ولا دخلوا السقيفة يومئذ ، كانوا منشغلين بتجهيز رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى أكمل أهل السقيفة أمرهم ، وعقدوا البيعة لأبي بكر ، فأين كان الإمام عليهالسلام عن السقيفة ، وعن بيعة أبي بكر ليحتجّ عليهم؟
وقد أجاب الإمام عليٌّ عليهالسلام عن هذا الإشكال عندما سأله الأشعث ابن قيس ، عندما قال للإمام عليعليهالسلام: ما منعك ـ يا ابن أبي طالب ـ حين بويع أخو