وألسنتهم ، فجزاهم الله خير الجزاء.
وإذا حلَّت الهداية قلباً |
|
نشطت للعبادة الأعضاء |
ومما لا شك فيه أن الدفاع عن أهل البيت عليهمالسلام وظلاماتهم طاعة مقربة لله تعالى ، ومحاورات المستبصرين ومناظراتهم هذه التي ضمها هذا الكتاب تنبئ عن تلكم العقيدة الراسخة في قلوبهم ، وولائهم الصادق للعترة صلوات الله وسلامه عليهم ، وشغفهم في الدفاع عن إمامة أهل البيت عليهمالسلام بقلوبهم وألسنتهم ، فجزاهم الله خير الجزاء ومن حذى حذوهم في نشر علوم أهل البيت عليهمالسلام وتعريف الناس بظلاماتهم.
روى الشيخ المفيد عليه الرحمة عن الإمام جعفر بن محمّد عن أبيه عليهماالسلام قال : من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزّوجلّ.
وعن الإمام الحسن بن علي عليهماالسلام إنه قال : من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها ، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة ، ومن أحبنا بقلبه وكف بيده ولسانه فهو في الجنة (١).
وإليك في هذا الكتاب جملة من مناظرات هؤلاء المستبصرين ، والتي تنم عن قناعة واستبصار ، وذلك من خلال ما رأوه من الأدلة المقنعة من الكتاب والسنة ، والتي تأخذ بالأعناق في لزوم الإعتقاد بإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام وأبنائه المعصومين عليهمالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أوضحوا في بعض هذه المناظرات كيفية استبصارهم ، والأسباب التي دعتهم للأخذ بمنهج أهل البيت عليهمالسلام وما عانوه من المتاعب والصعاب في سبيل ذلك.
__________________
١ ـ الأمالي ، الشيخ المفيد : ٣٣ ح ٧.