(٤٢)
سقالك عذبا
نظمها في رثاء والدته في سنة ١٢٨٣ هـ :
١ ـ أتفي بمجراها عليك دموعي |
|
أم هل تقوم بما أجن ضلوعي |
٢ ـ أشكو إلى الرحمن لوعتك التي |
|
أودعتها في قلبي الملسوع |
٣ ـ ولقد كساني الحزن بعدك مطرفا |
|
أبد الليالي ليس بالمنزوع |
٤ ـ ما كنت أول ذاهب بين الملا |
|
لكن صبري عنك غير مطيع |
٥ ـ خصمي الوفا إن عدت يوما ساليا |
|
لك لوعة في قلبي المصدوع |
٦ ـ آه وما يشفي غليلي بعدها |
|
آه ولكن حالة المفجوع |
٧ ـ لو أنني فارقت ألف مدجج |
|
كل أرجّيه لكل فظيع |
٨ ـ وفقدت أجمعهم بمعترك الردى |
|
ما بين معفور وبين صريع |
٩ ـ ما أودعوني مثل ما أودعتني |
|
من حزن أحشاء وحطم ضلوع |
١٠ ـ كم ليلة قضيتها بتهجد |
|
ونهار قيظ بالظما والجوع |
١١ ـ وصنايع لك لم تزل معروفة |
|
في العالمين كقدرك المرفوع |
١٢ ـ وحقوق بر كلها مفروضة |
|
إني لها ما عشت غير مضيع |
١٣ ـ غابت وغبت وليت أني لم أغب |
|
أوليتها طلعت علي طلوع |
١٤ ـ ما مر يوم فراقها بي ليلة |
|
إلا وفارق ناظري هجوعي |
١٥ ـ وأشد ما في القلب منها أنها |
|
عدمت غداة رحيلها تشييعي |
١٦ ـ ويل المحب إذا نوى أحبابه |
|
ظعنا وفاز سواه بالتوديع |
١٧ ـ اليوم أسعى للكمال بأعرج |
|
وأنال أسباب العلى بقطيع |
١٨ ـ وصفوا الجمال ونوحها سقبانها |
|
بحنينها والورق بالترجيع |
١٩ ـ ونسوا مفارقة الفصيل لبونه |
|
وأظنهم لم يعلموا بهلوعي |
٢٠ ـ طفلا فقدت أبي وكنت نسيته |
|
دهرا بفاضل برها المصنوع |
٢١ ـ رب أجزها عني بصنعك إنني |
|
لا أستطيع جزاءها بصنيعي |
٢٢ ـ كرمت منابتها فكانت نبعة |
|
من دوح مجد في السماء رفيع |
٢٣ ـ فلسوف يرضيك الذي أرضيته |
|
بالصالحات وبرك المجموع |
٢٤ ـ وسقاك عذبا من رحيق جنانه |
|
عما سقيت بدرك المرضوع |
٢٥ ـ وكساك برد العفو منه تكرما |
|
وحباك من خلصائه بشفيع |
٢٦ ـ يسقى سواك الغيث أنت غنية |
|
عن كل خفاق البروق لموع |