تمضي به ألأيام مشفقت |
|
أن لا تذوب بهوله ذوبا |
حتى تعود به فتحسبه |
|
ما غاب أو ما زارنا غبّا |
ثم نراه بعد ذاك يرينا عقيدته في أهل الطف رفاق الحسين عليه وعليهم الرحمة وآله :
أنتم لعمري حواري إبن فاطمة |
|
إذ لم يجبه سواكم ساعة إنتدبا |
أنفقتم في سبيل ألله أنفسكم |
|
فنلتم فوق ما أملتم رتبا |
ما فتية الكهف أعلى منكم شرفا |
|
أنتم أشد وأقوى منهم سببا |
ناموا وما نمتم لهفي كنومهم |
|
أنى؟ وقد قطعت أعضاؤكم إربا |
فروا وما قابلوا وألله من أحد |
|
وما فررتم وقد قابلتم اللجبا |
كان الرقيم لهم كهفا يظلهم |
|
ولم يكن كهفكم إلا قنا وظبا |
أصاب طالوت أصحابا وما صبروا |
|
معشار صبركم يا معشر النجبا |
ولو بصفين جردتم سيوفكم |
|
ألقى إبن هند سلاح الحرب وإنقلبا |
ما كان أعظمكم يوم الوفاء وما |
|
قد كان أكرمكم يوم ألإباء أبا |
يا حبذا كربلا أرضا مطهرة |
|
ثوت بها عصبا أكرم بها عصبا |
كانت لعمر أبي أرضا فمذ حظيت |
|
بكم أعيدت سما مملوءة شهبا |
وهي قصيدة جميلة في جملتها. ثم هذه ألأبيات ترينا رأيه في الناس ونقمته على المجتمع الذي لا يقدر المنقذين والمصلحين ويأخذ عبرة مما حدث لمحمد وآله من صريعي المطامع والناكبين عن الحق. فهو يقول بعد أن يتغزل :
فلا تعتبر ما قاله الناس فيهم |
|
فلست أرى في الناس للرشد طالبا |
يقولون ما لا يعلمون ولا أرى |
|
أدلهم إلا عن النهج ناكبا |
وإن شئت فكر في الزمان وأهله |
|
فلست أرى إلا سليبا وسالبا |
وإن شئت جربهم فإنك واجد |
|
أشدهم حرصا على الصدق كاذبا |
وأوفاهم عقلا إذا قال جاهلا |
|
وأصوبهن رأيا إذا جد لاعبا |
ألم يكفه أن جاءهم خير مرسل |
|
فلم يلق منهم سامعا أو محاربا |
زمانا أطاعوه ومذ مات ألحقوا |
|
به ولده من بعده وألأقاربا |