فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (١٦٧) الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٦٨))
تفسير المفردات
المراد بالمصيبة : ما أصابهم يوم أحد من ظهور المشركين عليهم ، وقتل سبعين منهم ، ومثليها أي ضعفها بقتل سبعين من المشركين ، وأسر سبعين منهم يوم بدر ، أنى هذا؟
أي من أين لنا هذا ، وهو تعجب مما حل بهم من هذا المصاب ، من عند أنفسكم أي بشؤم معصيتكم ، الجمعان : جمع المؤمنين وجمع المشركين ، فبإذن الله أي بإرادته الأزلية وقضائه السابق بارتباط بالمسببات بأسبابها ، فادرءوا أي فادفعوا ، إن كنتم صادقين أي فى دفع المكاره بالحذر.
المعنى الجملي
بعد أن حكى سبحانه عن المنافقين أنهم نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الغلول والخيانة ، ثم برأه منه ، وبين ما بعث لأجله ـ عاد هنا إلى كشف الشبهات التي عرضت للغزاة قبل الواقعة وبعدها ، وبين خطأهم وضلالهم فى أقوالهم وأفعالهم.
الإيضاح
(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا؟) أي لا ينبغى لكم أن تعجبوا مما حل بكم فى هذه الواقعة ، فإن خذلانكم فيها لم يبلغ مبلغ ظفركم فى بدر ، فقد كان نصركم فى تلك الواقعة ضعف انتصار المشركين فى هذه.
فلما ذا نسيتم فضل الله عليكم فى بدر فلم تذكروه ، وأخذتم تعجبون مما أصابكم فى أحد وتسألون عن سببه.