لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (٥٩))
تفسير المفردات
صرّفنا : أي ردّدنا وكررنا ، والمثل : الصفة الغريبة ، والجدل : المنازعة بالقول ؛ ويراد به هنا المماراة والخصومة بالباطل ، وسنة الأولين : الإهلاك بعذاب الاستئصال ، والقبل (بضمتين) الأنواع والألوان واحدها قبيل ، ليدحضوا به الحق : أي ليبطلوه ويزيلوه من قولهم دحضت رجله أي زلقت ودحضت حجته بطلت ، وما أنذروا : أي ما خوفوه من أنواع العقاب ، ونسى ما قدمت يداه ، أي لم يتدبر عواقبه ، أكنة : أي أغطية واحدها كنان ، أن يفقهوه : أي أن يفهموه. وقرا : أي ثقلا فى السمع ، الموعد : يوم القيامة ، موئلا : أي ملجأ ؛ يقال وأل فلان إلى كذا وألا ووءولا : إذا لجأ إليه ، القرى : أي قرى عاد وثمود وقوم لوط وأشباههم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه شبهات المبطلين ورد عليها بأدلة لا تدحض ، وبرهانات لاتردّ ـ قفى على ذلك ببيان أن فى القرآن من الأمثال ما فيه مقنع لمن تذكر وتدبر وألقى السمع وهو شهيد ، لكنها القلوب قد تحجرت ، والأفئدة قد قست ، فلا تنفع فيها الذكرى ، ولا تستجيب لوعظ الواعظ ، ونصيحة المذكر ، ولو آخذهم ربهم بما كسبوا لأرسل عليهم العذاب معجّلا ، ولم يبق منهم على ظهر الأرض أحدا ، ولكنه الغفور ذو الرحمة ، فجعل لهلا كهم موعدا ، لعلهم يثوبون إلى رشدهم ، ويرعوون عن غيهم.
أخرج الشيخان وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على كرم الله وجهه «أن النبي