ممن أعثروا عليهم ، أو ممن كان فى عهده صلى الله عليه وسلّم من أهل الكتاب ، فى بيان أنسابهم وأسمائهم وأحوالهم ومدة لبثهم.
وقد ذكر العلماء أن اتخاذ القبور مساجد منهىّ عنه أشد النهى حتى ذكر ابن حجر فى كتابه الزواجر أنه من الكبائر ، لما روى فى صحيح الأخبار من النهى عن ذلك ، روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : «لعن الله تعالى زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسّرج» وزاد مسلم «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، فإنى أنها كم عن ذلك».
وروى الشيخان والنسائي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : «لعن الله تعالى اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
وروى أحمد والشيخان والنسائي قوله صلى الله عليه وسلّم : «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوّروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق يوم القيامة».
وروى أحمد والطبراني : «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد».
إلى نحو ذلك من الآثار الصحيحة ، فليعتبر المسلمون اليوم بهذه الأخبار التي لا مرية فى صحتها ، وليقلعوا عما هم عليه من اتخاذ المساجد فى أضرحة الأولياء والصالحين والتبرك بها ، والتمسح بأعتابها ، وليعلموا أن هذه وثنية مقنّعة ، وعود إلى عبادة الأوثان والأصنام على صور مختلفة ، والعبرة بالجوهر واللب ، لا بالعرض الظاهر ، فذلك إشراك بالله فى ربوبيته وعبادته ، وقد حاربه الدين أشد المحاربة ، ونعى على المشركين ما كانوا يفعلون.
اللهم ألهم المسلمين رشدهم ، وثبتهم فى أمر دينهم ، ولا تجعلهم يحذون حذو من قبلهم حذو القذّة بالقذة ، وأرجعهم إلى مثل ما كان يفعله المسلمون فى الصدر الأول