وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠))
تفسير المفردات
الزعم : (بتثليث الزاى) القول المشكوك فى صدقه ، وقد يستعمل بمعنى الكذب حتى قال ابن عباس : كل موضع فى كتاب الله ورد فيه (زعم) فهو كذب ، لا يملكون :
أي لا يستطيعون ، كشف الضر : إزالته أو تحويله عنكم إلى غيركم ، يدعون : أي ينادون ، الوسيلة : القرب بالطاعة والعبادة ، محذورا : أي يحذره ويحترس منه كل أحد ، فى الكتاب : أي فى اللوح المحفوظ ، والآيات : هى ما اقترحته قريش من جعل الصفا ذهبا ، ومبصرة : أي ذات بصيرة لمن يتأملها ويتفكر فيها ، فظلموا بها : أي فكفروا بها وجحدوا ، أحاط بالناس : أي أحاطت بهم قدرته فلا يستطيعون إيصال الأذى إليك إلا بإذننا ، والرؤيا هى ما عاينه صلى الله عليه وسلّم ليلة أسرى به من العجائب ، والشجرة : هى شجرة الزقوم ، والطغيان : تجاوز الحد فى الفجور والضلال.
المعنى الجملي
هذه الآيات عود على بدء فى تسفيه آراء المشركين الذين كانوا يعبدون الملائكة والجن والمسيح وعزيرا ، إذ رد عليهم بأن من تدعونهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة ، ويخافون عذابه ، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، فادعونى وحدي ، لأنى أنا المالك لنفعكم وضرهم دونهم ؛ ثم بين أن قرى الكافرين صائرة إما إلى الفناء والهلاك بعذاب الاستئصال ، وإما بعذاب دون ذلك من قتل كبرائها وتسليط المسلمين عليهم بالسبي