دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة على أم هانئ بنت أبي طالب وكان جائعا ، فقال : «هل عندكم طعام آكله؟» فقالت : إن عندي لكسرا يابسة ، وإني لأستحي أن أقرّبها إليك ، فقال : «هلميها» فكسرها في ماء وجاءته بملح فقال : «ما من إدام» ، فقالت : ما عندي يا رسول الله إلّا شيء من خل ، فقال : «هلميه» فلما جاءت به صبّه على طعامه ، فأكل منه ثم حمد الله عزوجل ثم قال : «نعم الإدام الخلّ ، يا أم هانئ لا يفقر (١) بيت فيه خل» [١٠١٤].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا علي الحسن بن الطيب البلخي ، نا جمعة بن عبد الله البلخي السّلمي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عيسى بن أبي عيسى ، عن موسى ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيّد إدامكم الملح» [١٠١٥].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا أحمد بن محمّد الزاهد ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، عن يحيى ، عن بشير بن يسار ، عن سويد بن النعمان صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسويق ، فأكل وأكلنا معه ، ثم تمضمض فقام فصلّى المغرب ولم يتوضأ.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد بن جابر ، حدّثني سليم بن عامر ، حدّثني بشر (٢) السلماني قال : دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيتنا فوضعنا تحته قطيفة لنا ، فجلس عليها وأنزل عليه الوحي في بيتنا ، وقدمنا إليه زبدا وتمرا ، وكان يحب الزبد.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن إبراهيم الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا حميد بن كثير ، وسليمان بن حرب ـ واللفظ لابن
__________________
(١) الأصل : يقفر ، والمثبت عن المختصر.
(٢) كذا : «بشر السلماني» بالأصل وفي المختصر : «ابني بسر السّلميين» انظر ترجمة : بسر في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.