محمّد بن هارون ، حدّثنا سفيان بن وكيع ، نا يزيد بن هارون ، عن سليمان التيمي قال : سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إن هاهنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ائتوني بهما» ، فجاءتا ، فدعا بعسّ أو قدح فقال لإحداهما : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى قاءت نصف القدح ، وقال للأخرى : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى ملأت القدح ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن هاتين صامتا مما أحلّ الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٨].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، نا أبو عبد الله بن مندة ، أنا خيثمة ، أنبأ الحسن بن مكرم.
ح قال ابن مندة : وأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، أنا سليمان التيمي :
سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا يأكلان لحوم الناس ، فجاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إن هاهنا امرأتين وقد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسكت ، ثم جاءه بعد ذلك ـ أحسبه قال : في الظهيرة ـ فقال : يا رسول الله ، إنهما قد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ائتوني بهما» ، فجاءتا ، فدعا بعسّ أو قدح ، فقال لإحداهما (١) : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى ملأت القدح ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن هاتين صامتا على ما أحل الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٩].
ورواه عثمان بن عتّاب (٢) الراسبي البصري عن الرجل الذي رواه عنه التيمي إلّا أنّه شك في اسم مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال سعيد ، أو عبيد عثمان بن عتّاب الذي يشك ـ مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنهم أمروا بصيام قال : فجاء رجل بعض النهار فقال : يا رسول الله ، إن فلانا وفلانة قد أتلفهما الجهد ، فذكر معنى حديث يزيد وابن أبي عدي عن سليمان.
__________________
(١) بالأصل : لأحدهما.
(٢) في سيرة ابن كثير : عثمان بن غياث.