عبيد مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وقال ابن المقرئ : النبي صلىاللهعليهوسلم ـ قال : إن امرأتين كانتا صائمتين ، وكانتا تغتابان الناس ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقدح فقال لهما : «قيئا». فقاءتا ، قيحا ودما ولحما عبيطا (١) ، ثم قال : «إن هاتين صامتا عن الحلال وأفطرتا على الحرام» (٢) [١٠٣٦].
كذا قال ، وسليمان لم يسمعه من عبيد ، بينهما رجل غير مسمى.
كذلك رواه محمّد بن أبي عدي ، ويزيد بن هارون.
فأمّا حديث ابن أبي عدي :
فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا يزيد ، ثنا سليمان ، وابن أبي عدي عن سليمان المعني عن رجل حدّثهم في مجلس أبي عثمان النهدي قال ابن أبي (٤) عدي عن شيخ من أصحاب أبي عثمان عن عبيد مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال : يا رسول الله ، إن هاهنا امرأتين قد صامتا ، وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض عنه أو سكت ، ثم عاد ، قال : وأراه قال : بالهاجرة ، قال : يا نبي الله ، إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، قال : «ادعهما» ، قال : فجاءتا ، قال : فجيء بقدح أو عسّ (٥) ، فقال لإحداهما : «قيئي» فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى قاءت نصف القدح ، ثم قال للأخرى : قيئي فقاءت من دم وقيح وصديد ولحم عبيط ، وغيره حتى ملأت القدح ، ثم قال : «إن هاتين صامتا عما أحلّ الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جاءت (٦) إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٧].
وأمّا حديث يزيد :
فأخبرناه ابن سعدوية ، أنبأ أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا
__________________
(١) اللحم العبيط : الطري.
(٢) أسد الغابة ٣ / ٤٣٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩ والإصابة ٢ / ٤٤٨.
(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ٤٣١.
(٤) بالأصل : قال نا ابن عدي ، والمثبت عن مسند أحمد.
(٥) العس : القدح الضخم (اللسان).
(٦) مسند أحمد : جلست.