البقيع وانصرف ، فلما أصبح بدأه شكواه الذي قبض فيه [١٠٦٩].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي أبو النضر (٢) [حدثنا](٣) الحكم بن فضيل ، نا يعلى بن غطاء ، عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يصلّي على أهل البقيع ، فصلّى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرّات ، فلما كانت الثانية قال : «يا أبا مويهبة اسرج لي دابتي» قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم ، فنزل عن دابته ، فأمسكت الدابة ووقف عليهم ، أو قال : قام عليهم ، فقال : «ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس ، أتت الفتن كقطع الليل ، يركب بعضها بعضا ، الآخرة أشد من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه» ، ثم رجع فقال : «يا أبا مويهبة إنّي أعطيت ، أو قال :
خيّرت ـ مفاتيح ما يفتح على أمّتي من بعدي والجنّة أو لقاء ربّي» قال : فقلت : بأبي وأمّي يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرنا ، قال : «لأن ترد على عقبها ما شاء الله ، فاخترت لقاء ربّي» ، فما لبث بعد ذلك إلّا سبعا أو ثمانيا حتى قبض فقال أبو النّضر (٣) مرة : ترد على عقبيها [١٠٧٠].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الخطاب ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد بن بطّة ، أنا أبو القاسم البغوي قال : روى هذا الحديث محمّد بن إسحاق عن العبلي (٤) عن عبيد الله (٥) بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص ، وهو صحيح هكذا ، ومن قال عبيد بن حنين (٦) فقد صحف فيه عبيد بن جبير غير هذا ، وقد روي عن إسحاق بإسناد آخر.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري ، عن عثمان بن سعيد الدارمي ، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يوسف ، نا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أبي مالك بن
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٨٨.
(٢) عن مسند أحمد ، وبالأصل : أبو النصر.
(٣) زيادة عن المسند.
(٤) كذا ، وانظر ما تقدم فيه قريبا.
(٥) كذا ، وقد تقدم : «عبيد بن حنين» مرة ، وصوبه المصنف : عبيد بن جبير.
(٦) بالأصل : حبين ، والمثبت هو ما ورد في رواية سابقة ، وكلاهما خطأ فالصواب كما مرّ : جبير.