محمّد بن يونس القرشي ، نا شاصونة بن عبيد أبو محمّد اليمامي سنة عشر ومائتين ، حدّثني معرّض بن عبد الله بن معرّض بن معيقيب اليماني عن أبيه عن جده معرّض عن معيقيب قال : حججت حجّة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأن وجهه دارة القمر ، وسمعت منه عجبا ، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبيّ يوم ولد قد لفه في خرقة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا غلام ، من أنا» قال : أنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «صدقت ، بارك الله فيك» ، قال : ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شبّ.
قال : قال أبي : فسميته مبارك اليمامة (١) [١١٤٢].
أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني ، أنبأ شجاع بن (٢) علي الصوفي ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر ، نا محمّد بن يوسف ، نا شاصونة بن عبيد فتى من عدن أبين بالحردة ، نا موسى بن هارون وغيره ، فلما دخلت الحردة (٣) قلت : لأسألن عن شاصونة فرأيت جماعة قعودا على سيف البحر ، فدنوت منهم وسلّمت عليهم فرحّبوا بي فقلت : قد عرفتم شاصونة بن عبيد؟ فأشاروا كلهم إلى مشايخ قعود بالبعد منهم ، فقالوا : أولئك المشايخ كلهم من نسل شاصونة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن محمّد طلاب ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد جميع ، نا أبو الفضل العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد ـ بمكة ـ نا أبي ، حدّثني جدي شاصونة بن عبيد ، حدّثني معرّض بن عبيد الله بن معيقيب اليمامي عن أبيه عن جده قال :
حججت حجة الوداع ، فدخلت داري بمكة فرأيت فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووجهه كدارة القمر ، فسمعت منه عجبا ، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد ، وقد لفّه في خرقة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا غلام من أنا؟» فقال : أنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له :
«بارك الله فيك» ، ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها (٤).
__________________
(١) الخبر نقله البيهقي في الدلائل عن طريق محمد بن يونس الكديمي ، ونقله عن المصنف ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ١٥٩.
(٢) بالأصل «عن» والصواب «بن» قياسا إلى سند مماثل.
(٣) الحردة : بالفتح ، بلد باليمن له ذكر في حديث العنسي ، وكان أهله ممن سارع إلى تصديق العنسي (ياقوت).
(٤) دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٦٠ والبداية والنهاية ٦ / ١٥٩.