سمع صوت ذلك الجذع فمسحه بيده ثم رجع إلى المنبر ، وكان إذا صلى مع ذلك مال إلى الجذع. يقول الطفيل : فلما هدم المسجد أخذ أبوه أبيّ بن كعب ذلك الجذع ، فكان عنده في بيته حتى بلي ، وأكلته الأرضة وعاد رفاتا [١١٤٧].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو الفقيه.
ح وأخبرتنا أم المجتبى قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا مسروق بن المرزبان ، نا ابن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق عن سعيد ـ زاد ابن المقرئ : بن جبير ـ عن جابر بن عبد الله قال :
حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حتى نزل النبي صلىاللهعليهوسلم فوضع يده عليها ، فلما كان من الغد رأيت قد حولت فقلنا : ما هذا؟ قال : جاء النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر فحولوها.
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، ثنا وكيع ، نا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه عن جابر قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب إلى جذع نخلة قال : فقالت امرأة من الأنصار : يا رسول الله إنّ لي غلاما نجارا أفلا آمره أن يتخذ لك منبرا ، قال : وكان يوم الجمعة يخطب على المنبر وأنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كان يئنّ كما يئنّ الصبي ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن هذا يبكي لما فقد من الذكر» (١) [١١٤٨].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان البزار ، قالا : أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا هدبة ، نا حمّاد ، عن عمّار بن أبي عمّار ، عن ابن عبّاس :
عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان يخطب إلى جذع نخلة ، فلما اتّخذ المنبر تحوّل إليه ، فحنّ الجذع ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فاحتضنه فسكن ، فقال عليهالسلام : «لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة» [١١٤٩].
__________________
(١) من طريق وكيع أخرجه أبو نعيم في الدلائل رقم ٣٠٣ ، والبخاري من طريق خلاد بن يحيى عن عبد الواحد فتح الباري (٥ / ٢٢) وانظر السيرة النبوية للذهبي ص ٣٥٤ باختلاف.